السبت، 26 أبريل 2014



يامن تمضي سوف تبعث
الى روح
دكتور احمد قدري 


ولد احمد قدري بقرية كفر الحمام بمدينة الزقازيق محافظه الشرقيه يوم 18 مارس سنة 1931 .
هو حفيد الشيخ الشرقاوي أحد اعلام ثورة 1919 و من كبار علماء الأزهر الشريف و هو الشيخ الشهير الذي كان متقدما صفوف الثورة ممسكا بيد القمص سرجيوس رافعين شعار الهلال و الصليب 
تخرج دكتور احمد قدري من الكليه الحربيه ثم من الكليه الجويه و حصل على على ليسانس الحقوق من جامعة القاهره كما أنه كان عاشقا للتاريخ و الاثار المصريه فحصل على دبلوم الدراسات العليا فى الاثار المصريه و دبلوم فى الاثار الاسلاميه من جامعة القاهره و اخيرا حصل على درجة الدكتوراه من أكاديميه العلوم المجريه في فلسفة الاثار المصرية سنة 1978
تولى العديد من المناصب الحكوميه كان اهمها رئيس هيئة الاثار المصريه ما بين 1981الى 1988 و أنجز العديد من المهام اثناء رئاسته للهيئه منها :
ترميم جزء كبير من قلعة صلاح الدين بعد أن اخرج الجيش من ثكنات القلعه و اغلق سجن القلعه وتم تحويله الى متحف مفتوحا للجمهور 
فى تجربة رائده له فى القلعه استعانته بشباب الجامعات و المتطوعين لتنظيف قباب مسجد محمد علي بالقلعه لنشر الوعي الاثري وربط الشباب بتراثهم وتم حينها انتاج فيلم تسجيلي للمخرج علاء كريم سنة 1983 اسمه القلعه و غنّى فيه المطرب محمد منير من كلمات  الشاعر عبد الرحيم منصور والحان احمد منيب أغنيه اتكلمي و التى كتبت خصيصا لهذا المشروع ومن ابياتها نقتطف :
ليه تسكتي زمن اتكلمي 
ليه تدفعي وحديكي التمن اتكلمي 
المشربيات عيونك ..بتحكي على خلق ولت ..سهرت و صلّت وعلّت ..في الصخر شقت ما كلت 
أنا ابن كل اللى صانك رمسيس و أحمس ومينا كل اللى زرعوا فى وادينا 


كما انه رمم العديد من الاثار المصريه و القبطيه و الاسلاميه ندلل ببعض الامثلة لصعوبة حصر انجازاته :
معابد : اسنا - ادفو - الدير البحري - 
مقابر وادي الملوك : تاوسرت - حورمحب - رمسيس الثالث 
دير مار جرجس بارمنت - دير الفاخوري باصفون - دير الشهداء باسنا  - دير الانبا سمعان باسوان 
 سور مجرى العيون - مساجد صحراء المماليك - المشهد الحسيني - قلعة قايتباي برشيد - القباب الفاطيه باسوان - المسجد العمري بنجع حمادي و المسجد المعلق بالفيوم 
أما ما فعله بقلعة صلاح الدين فحسب شهادة أحد عظماء الترميم فى مصر المهندس محمود الطوخي و الذي عمل معه فترة طويله يقول : 
كان دكتور احمد قدري رجلا قوميا مصريا اصيلا عالما مخلصا كان أهم ما يميزه حبه الشديد للعمال فكان دائما مايسهر معهم و يعمل بيديه مساعدا لهم ,سخيا كريما شديد التباسط و الانسانيه 
كان يعطي كل ذي حق حقه عزوفا عن الاعلام وحب الظهور شديد الاخلاص في عمله واسع الافق مستمع جيد لكل ما هو جديد وجدّي يرى ان المصريين هم الاحق دائما بتراثهم و يدلل المهندس محمود بواقعه حدثت اثناء ترميم القلعه حينما عرض الطلاينه ترميم القلعه رفض رفضا شديدا قائلا شباب المصريين هم من الكفاءة التى لا تقل عن اي اجنبي و المصري أحق بتراثه و اذا نقصنا العلم فلنتعلم 
كان رحمة الله عليه ايضا جريئا فى أخذ قرارته حاسما اذا ما اقتنع بفكره فلن تقف اي عقبه فى طريقه يقول المهندس محمود الطوخي انه حينما عرض على الدكتور قدري فكرة غلق الشارع بين مدرسة السلطان حسن و الرفاعي لم يفكر مرتين انبهارا بالفكره وعلى الفور اتصل بمدير الادارات الهندسيه و قال له حرفيا الموضوع لازم يتنفذ باي شكل و حدث فعلا (ملحوظه المهندس محمود كان حينها شابا فى مقتبل الثلاثينيات من عمره ) 
من أهم اعمال الجليل القدير دكتور قدري انقاذ معابد فيله باسوان بالمشاركه مع اليونيسكو في الحمله الدوليه  لانقاذ معابد النوبه
.كما لجأت إليه منظمة اليونسكو العالمية للإشراف على إدارة التراث العالمى لمشروعَى إنقاذ آثار مدينتى صنعاء باليمن الشمالية وفاس بالمملكة المغربية 
كان عضوا بالعديد من الهيئات العلميه بمصر وخارج مصر و حصل على العديد من 
  الأوسمه وشهادات التقدير داخل وخارج مصر

صور لدكتور احمد قدري في مناسبات مختلفه اثناء توليه رئاسة هيئة الاثار 



















صورة لثورة 1919 التى شارك بها الشيخ الشرقاوي جد دكتور احمد قدري 



صورة لغلق الطريق بين السلطان حسن و مسجد الرفاعي و هو أحد انجازات الراحل 



مسجد محمد علي حينما اصبح مشروعا شارك به شباب مصر فى ترميمه 



ترميم الاثار القبطيه و الحفاظ على هوية مصر الثقافيه 



ترميم معابد مصر الفرعونيه 


توفي دكتور احمد قدري في 5 اكتوبر 1990 
ما سبق هو نبذه عن رجل جليل لم نوفه حقه من التقدير ولم يسعفنا الوقت لنقبل رأسه اجلالا لعلمه و عمله .

الشكر و التقدير للأستاذه : نشوى قدري التى امدتنا بالمعلومات والصور و هي ابنة الراحل دكتور قدري 
و ايضا للمهندس محمود الطوخي الذي شارك بمعلومات و ذكريات مع الدكتور قدري